الجمعة، 11 أبريل 2014

الكتاب السابع و العشرون : السيدة دالاوي

اديلين فيرجينيا وولف 25 يناير 1882 — 28 مارس 1941 أديبة إنجليزية، اشتهرت برواياتها التي تمتاز بإيقاظ الضمير الإنساني, ومنها :السيدة دالواي, الأمواج, تعد واحدة من أهم الرموز الأدبية المحدثة في القرن العشرين.
هي روائية إنجليزية، ومن كتاب المقالات. تزوجت 1912 من ليونارد وولف، الناقد والكاتب الاقتصادي، وهي تعد من كتاب القصة التأثيرين. كانت روايتها الأولى ذات طابع تقليدي مثل رواية «الليل والنهار» 1919، واتخذت فيما بعد المنهج المعروف بمجرى الوعي أو تيار الشعور، كما في "غرفة يعقوب" 1922، و«السيدة دالواي» 1925 و«إلى المنارة» 1927، و"الأمواج" 1931، ولها روايات أخرى ذات طابع تعبيري، منها رواية «أورلاندو» 1928 و«الأعوام» 1937، و«بين الفصول» 1941. اشتغلت بالنقد، ومن كتبها النقدية «القارئ العادي» 1925، و«موت الفراشة ومقالات أخرى» 1943. كتبت ترجمة لحياة «روجر فراي» 1940، وكتبت القصة القصيرة، وظهرت لها مجموعة بعنوان الاثنين أو الثلاثاء 1921 انتحرت غرقاً مخافة أن يصيبها انهيار عقلي.
ولدت أدلين فيرجينيا ستيفن عام 1882 في كنف عائلة ذات ارتباط وثيق بالأدب. وحينما توفيت والدتها، أصيبت فيرجينيا وكانت في الثالثة عشرة من عمرها بانهيار عصبي كان الأول لعدة أزمات بعدها. وبعد وفاة والدها عام 1904 انتقلت فيرجينيا مع أخويها وأختها إلى بيت بلومبزبيري. وبات الأشقاء محورا لمجموعة استثنائية من الكتاب والفنانين دعاها النقاد آنذاك بمجموعة بلومبزبيري.
بعد مضي عام على سكنهم الجديد، بدأت فيرجينيا بتقديم عروض الكتب في إحدى الصحف ومن ثم العمل لملحق تايمز الأدبي. أما روايتها الأولى «رحلة إلى الخارج» التي أنجزتها عام 1913 لم تنشر إلا بعد عامين بسبب وضعها الصحي. في الثلاثين من عمرها تزوجت من ليونارد وولف، وهو منظر سياسي عمل سابقا في الخدمة المدنية في سيريلانكا. قرر الزوجان أن يكون مصدر دخلهما من الصحافة والنشر، وبعد خمسة أعوام أسس ليونارد عمله في النشر وأحضر آلة طباعة يدوية كانت سابقة من نوعها آنذاك، واستقرا في بيت هوغارث في ريتشموند التي اختارها ليونارد آخذا في الاعتبار حالة فيرجينيا الصحية.
وفي 28 مارس 1941، ملأت فيرجينيا جيوبها بحجارة ثقيلة وسارت إلى نهر أوس بجوار سكنهما في ساسكس وأغرقت نفسها. وذكرت في الرسالة التي تركتها لزوجها، «بت أسمع أصواتا في عقلي ولم أعد أستطيع التركيز في عملي. أدين لك بكل سعادتي، لكنني لا أستطيع الاستمرار والتسبب في إفساد حياتك». ومن أهم رواياتها «ليل ونهار» ونشرت عام 1919 و«الإثنين والثلاثاء» عام 1921 و«غرفة يعقوب» عام 1922 و«نحو المنارة» عام 1927 و«الأمواج» عام 1931.
أما أهم أعمالها فهي رواية «السيدة دالاوي» التي تندرج ضمن حركة الكتاب الأدبية في أوائل القرن العشرين حيث يتم التعبير بالكلمات عن أفكار ومشاعر الشخصيات، وتهدف هذه التقنية إلى إعطاء القارئ الانطباع بأنه يعيش داخل فكر تلك الشخصيات. كما قدمت فيرجينيا من خلال روايتها تلك أسلوبا جديدا في اللغة والسرد. وعملها هذا، بمثابة لوحة موزاييك لعوالم مجموعة من الشخصيات من خلال الانتقال بين الداخل والخارج ومن الحاضر إلى الماضي وبالعكس عبر تداخل نسيج السرد.
كل ذلك من خلال تقديمها لصورة حية ليوم واحد في حياة سيدة تدعى كلاريسا دالاوي في الخمسينات. في البداية تعد كلاريسا التي تعافت مؤخرا من مرضها، اللمسات الأخيرة لحفل تقيمه في تلك الليلة. تبدأ بالقيام بجولة في لندن لشراء زهور الحفل. وخلال فترة الصباح تعود كلاريسا إلى ماضيها بما في ذلك قرارها بالزواج من ريتشار دالاوي قبل 30 عاما بدلا من صديقها المحب بيتر وولش.
بعد تركها في محل الأزهار، تنتقل الراوية إلى أحداث قصة ثانية تبدأ مع سيبتيموث سميث، الذي يعاني من صدمة نفسية لتبعات الحرب، ويكون بصحبة زوجته لوكريزيا. وحينما تطلق إحدى السيارات العابرة صوتا يشبه الطلقات النارية، يشكل هذا الأمر حدثا كبيرا في المنطقة المحيطة بتلك السيارة الفارهة، وفي حين يصاب هو بجمود الرعب وعودته إلى ساحة الحرب وتعكس وولف من خلال ردود أفعال بعض الأفراد في الطريق ومنهم كلاريسا رؤيا نقدية للمجتمع الانجليزي بمختلف فئاته. تعود كلاريسا إلى منزلها، وتبدأ بتذكر صديقتها الأقرب إلى نفسها في مرحلة الشباب سالي سيتون، التي تميزت بالتمرد والجموح وبجميع الصفات التي تخفيها كلاريسا. وتسترجع بسعادة ذكريات تلك الصداقة المتينة.
تبدأ كلاريسا بإصلاح ثوبها الحريري الأخضر الذي سترتديه في الحفل، حينما تتلقى زيارة مفاجئة من بيتر وولش حبيبها السابق الذي عاد من الهند بعد مضي خمس سنوات. وتتذكر ما قاله لها بيتر في يوم ما في لحظة غضب ويأس بأنها يوما ما ستصبح سيدة صالون من الطراز الأول. واتضح لها مع مضي الزمن صحة نبوءته العابرة.
يتحدث الاثنان ببساطة عن الحاضر، وإن كان الاثنان يفكران بالماضي والقرارات التي أوصلتهم إلى ما هم عليه الآن، وحينما يبدآن بالحديث عن المشاعر تدخل إليزابيت ابنة كلاريسا الشابة فينهي بيتر زيارته وينسحب.يذهب إلى الحديقة لتمضية الوقت حيث كان سيبتيموث مع لوكريزيا يتجادلان بحدة عن الانتحار، في حين يبدوان لبيتر مجرد شابين عاشقين من دون إدراكه لعمق مشاعرهما أو حالة الشاب غير المستقرة.
كان الشابان متوجهي ن إلى موعدهما مع الطبيب الأخصائي بالأمراض العصبية الشهير، سير ويليام برادشو الذي ينفي جنونه ويقترح عليه الاستجمام في إحدى مصحاته حتى يتعافى من حالة الانهيار العصبي ويصر على أن يكون بمفرده.
وفي تلك الأثناء يكون ريتشارد زوج كلاريسا، بصحبة عدد من الأصدقاء في بيت السيدة براتون يتناولون الغداء. تشعر كلاريسا بالضيق لعدم دعوتها بصحبة زوجها، وترى في ذلك إنقاصا من مكانتها على الصعيد الاجتماعي والفكري. يشعر ريتشارد خلال الدعوة بتوق لزوجته وبحاجة ملحة للبوح بحبه لها. وللأسف لا يتمكن من الإفصاح عن مشاعره لاسيما وقد مضى سنوات على ذلك.
تتوجه كلاريسا لرؤية ابنتها التي تأخذ درسا مع معلمة التاريخ دوريس كليمان. ويتجلى احتقار كل منهما للأخرى وبدوافع مختلفة فكلاريسا ترى في دوريس دونيتها ومحاولتها سلبها ابنتها والأخرى ترى فيها سلوكيات البرجوازية التافهة وثرائها مقابل فقرها. يعود سيبتيموث وزوجته إلى شقتهما بانتظار وصول مرافقي المصحة ويعيشان في ألفة افتقدتها لوكريزيا من تدهور حالته وتقرر مرافقته إلى المصحة. ولكن حينما يصل المرافقون يقرر الشاب الهرب منهم، وعلى الرغم من عدم رغبته في الموت إلى أن حاجته إلى الهرب كانت أقوى وبذا يرمي نفسه من النافذة ليفارق الحياة.

تلتقي كلاريسا خلال حفلها، بعدد من أشباح الماضي بما فيهم بيتر وسالي. وفي وقت متأخر يصل سير ويليام برادشو وزوجته التي تعتذر لكلاريسا ساردة عليها قصة الشاب الذي انتحر برمي نفسه من النافذة. وحينما ينتهي الحفل تشعر كلاريسا للمرة الأولى بإحباط شديد من النجاح الذي حققه حفلها.
لينك للتحميل :


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق