الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

الكتاب الرابع عشر : أزهار الشر

شارل بودلير ( بالفرنسية Charles Baudelaire ) شاعر وناقد فني فرنسي. من مواليد باريس ( 1821-1867 ). بدأ كتابة قصائده النثرية عام 1857 عقب نشر ديوانه ازهار الشر، مدفوعا بالرغبة في شكل شعري يمكنه استيعاب العديد من تناقضات الحياة اليومية في المدن الكبري حتي يقتنص في شباكه الوجه النسبي الهارب للجمال، وجد بودلير ضالته فيما كتبه الوزيوس بيرتيران من پالادات نثرية مستوحاة من ترجمات البالادات الاسكتلندية والالمانية الي الفرنسية. والبالاد هو النص الذي يشبه الموال القصصي في العربية وهو الشكل الذي استوحاه وردزورث وكوليريدج في ثورتهما علي جمود الكلاسيكية. وفي عام 1861 بدأ بودلير في محاولة لتدقيق اقتراحه الجمالي وتنفيذه فكتب هذه القصائد التي تمثل المدينة أهم ملامحها، وتعتبر معينا لا ينضب من النماذج والاحلام. يعتبر بودلير من أبرز شعراء القرن التاسع عشر ومن رموز الحداثة في العالم.و لقد كان شعر بودلير متقدما عن شعر زمنه فلم يفهم جيدا الا بعد وفاته. وكان الشاعر شارل بودلير يري ان الحياة الباريسية غنية بالموضوعات الشعرية الرائعة، وهي القصائد التي اضيفت الي ازهار الشر في طبعته الثانية عام 1861 تحت عنوان لوحات باريسية. لم ينشر ديوان سأم باريس في حياة بودلير، وهو الديوان الذي لم يتحمس له غوستاف لانسون وسانت ـ بيف، هذا الديوان الذي اثر تأثيرا عارما في الاجيال اللاحقة. أن تقرأ يوميات بودلير يعني أن ترى الحياة بعين شاعر حقيقي، يكتب كما يعيش ويعيش كما يكتب. أن تُستلب بالتأملات والرؤى البكر التي قُدر لها أن تصلنا (على الأرجح) في صورة الدفق الأول، وذلك لأنها نُشرت بعد وفاة كاتبها بعشرين عاما، ما يعني أنه لم يتح له أن يشذبها أو يجري عليها عمليات تجميل.
أزهار الشر ( بالفرنسية Les Fleurs du mal ) من أعظم دوايين الشعر التي ظهرت على مر العصور. صدر هذا الديوان عام 1855م .يقول هنري لوميتير في مقدمته للديوان ( إن التمزق الذي عانى منه بودلير بين الرغبات الحسية التي عذبته طوال حياته وبين الإيمان الروحى سمة عصره المسيحى الكاثوليكي لتفشي سر هذه الأفكار التي سيطرت على روحه والتي تضمنتها قصائده والواضحةفي كل لغة وصور ورموز شعره ). فالشعر عند بودلير لهو تلك الجنات المختلفة بل ربما كان مفتاح جنة حقيقية حتى لو اضطر لاختراق جهنم في طريقه إليها. بودلير الذي يُعد من ضمن الشعراء الرومانسيين لا يكتفي مثلهم بالإعتراف خلال شعره بل يؤمن بالنبوغ الشعري الذي يستدعي ادخال الروح داخل الشعر. ولكي نتعرف على وظيفة الشعر لدى بودلير نتوقف عند قوله ( أنه قدر عظيم , وقدر الشاعر ألا يلاحظ فحسب بل يصحح كذلك. أن يتجول في كل مكان رافضاً للظلم ). لذلك كان شعر بودلير هو شعر الفقراء والمحرومين البائسين والمنهزمين. إن فكر بودلير لمتسع وعميق إتساع الحياة نفسها , وبالتالي فمحور الشعر عنده هو ذلك التضاد بين الخير القليل والشر السائد بين الجمال النادر وبين القبح الشائع. هو تلك الحيرة بين الحب والخطيئة. بين المتعة والألم. بين واقع الأرض وجنات السماء. هناك سمات تميز شعر بودلير هو اسلوبه المميز في إدراك حقيقة الأمور وتلك الصور الغريبة والتعبيرات الشاذة وايضا وقاحته في اختيار الكلمة والتشبيه فمن يمكنه نظم تلك الأبيات, ( ساكون نعشك أيتها الرائحة النتنة المحببة ).


لينك للتحميل : 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق