‏إظهار الرسائل ذات التسميات من كتاب حكايات إدريس الونس. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات من كتاب حكايات إدريس الونس. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

الرسالة الثالثة : رسالة ف الهجر

الرسالة الثالثة : رسالة ف الهجر
"من يهن يسهل الهوان عليه ما جرح ميت بإيلام"
المتنبي
الحرف
          تتقارب الأحوال و تختفي .. تطول بعض الليالي أكثر من غيرها و نبدو نحن محقين في حزننا أحيانا و مبالغين احيانا اخرى .. نصنع داخلنا عوالم أرحب و أجمل و نمنحها كل حالات التفرد و نتسابق في ان ندخل أليها .. كم هماً ينزاح بذلك و كم يسهل علينا ان نتوالد داخلنا مرحبين بحرف لنا يكن فيه خيرا أفضل من لغة كاملة يملكها غيرنا .. و هل لا نكون الا نحن بعد الفراق .. كأنه يشكلنا و يحدد ذواتنا و نخلق حيوات اخري لا نعيشها فقط بمجرد التفكير . لا نصدم دوماً الا من الأقربين كأنها سنة سنها الله كي نحيا و نتقارب و نفترق .. نتسامر و نهجر و نهُجر .. كأن في الهجر سحر لا يعرفه الا المهاجرون المهاجير اصحاب قلوب قدُت من فولاذ لا لحم مثلنا  . دوماً نصبح داخلنا مسالمين كأن الحياة تلك تخص غيرنا تخص أشخاص سياتون قريباً لا نحن لأننا نظن أننا استنفذنا فرصنا .
الاسم
          ما نفعله يبقي , وما يفُعل فينا لا يزول .. ما يبقي هو الثمالة هو الألم الخالص .. كأن الهجر موت بشكل مبسط او بشكل مخفف .... نرتقي به لمستوي اخر لا نشعر فيها بأن للحيوات التي يعيشها الاخرون ما هي الا خيالات صنعها اصحاب قلوب وعرة ضالة ضائعة ... لن يفر أحد منا الي أحد منهم كأننا لبعض مدد دون ان نكون ذلك ... كل العلامات تختلف الا في الألم و في الهجر تصبح العلامات واحدة كلها مؤلمة تنغز داخل الافئدة و تنساب مع مجاري الدم ... كل ما يشغل البال ساعتها لما ...؟ لما ؟؟؟ ما الدافع وراء ذلك ... ما الغاية .؟ و ما الأمل المرجو و المنشود ؟ الإنه يسكر فينسي الجميع ما حدث ؟ كيف و الأحوال كلها تتبدل الا حالات الهجر ؟! . كيف ننسي و نتناسي و دواخلنا مشغولة ليست بأمورهم أنما بتدابير السبب و الأحوال ,, بمحاولة تقصي حقائق الهجر و دوافعه ؟ أنحن أم هم السبب ؟ أهم مألمون مثلنا أم نحن فقط من نقف علي شاطي بحر لا شاطئ ثان له ... نلتمس رحمة و اجابة شافية و حضن دافيء فقط لا يستطيع احد منحنا اياه الا نحن .
الفعل
ه ج ر ثلاثة احرف تخلق ثلاث حيوات     .    ... حياة فائتة و حياة ماضية و حياة أصعب نتلمس فيها السبب و نتبين فيها الأحوال و نمر فيها من حال الي حال و نتبدل ونكن لأنفسنا مزيد من الوهج و نمارس الحياة و نظل نستطلع الاسباب الي ان نشرف علي هلاك او خيبات كثر ... فننتظر و نعرف ان الحياة الفائتة لا حد لها و يجب ان ننفصل عن كياناتنا التي بنينها داخلنا و نحرص علي الا نمتزج ... و تشغلنا الحياة الماضية فنجري مع التيار و يخف الألم او نتوهم نحن ذلك فقط لتبديد الألم ثم نقف و نقف و نتامل و نعرف ان البحث وراء الاسباب مميت الا لمن رحُم و تستمر الحيوات و ننتقل لحياة ثالثة لا نبحث فيها عن السبب و لكننا نتلمس البحث فيها عنه فقط ليكن لنا دافع لكي نحيا و لا نموت فالهجر مذل و مؤلم و مميت و ديمومي لا يشفي ابدا و لا يندمل قد ينتهي وقت فواره الا ان وقت ألمه لا ينتهي فهل تستطيع الاحياء جرح الأموات و هل نؤلم منهم ؟

محمد عطية
نوفمبر 2013
يمكن على الله يبقوا كلهم في كتاب قريب أوي
الصورة المرفقة مع النوت من رسم المبدعة : ديمة الملكة